الرئيسية التسجيل دخول

أهلاً بك ضيف | RSS

الثلاثاء, 2024-12-24, 8:55 PM

فئة القسم
علم اللاهوت العقيدى [62]
علم اللاهوت الابائى( الباترولوجى) [27]
علم اللاهوت الطقسى [6]
علم اللاهوت الرعوى [0]
تصويتنا
ماذا تعتقد فى المسيح يسوع
مجموع الردود: 25
صندوق الدردشة
الرئيسية » مقالات » علم اللاهوت » علم اللاهوت العقيدى

الصلاة القديس أيفاجريوس السريانى


مقدمة:

يُعد القديس أيفاجريوس أو مار أوغريس السرياني كما يُعرف بين الكثيرين واحداً من أشهر الكتاب السريان الذين كتبوا عن الحياة الروحية وإن كان كثيرا ما يستخدم اللغة اليونانية في كتاباته بدلا من اللغة السريانية. وقد حظي مار أوغريس بمكانة روحية كبيرة بين الكُتاب السريان.

ولد مار أوغريس في مدينة بنطس حوالي 345 م وقد سيم قارئا في الكنيسة بيد القديس باسليوس ودياكون بيد القديس أغريغوريوس النزينزى في مدينة القسطنطينية. ثم ترهبن تحت إرشاد ميلانيا الكبيرة والقديس روفينوس بأورشليم.

وفى حوالي سنة 383م انتقل مار أوغريس إلى مصر حيث أمضى الستة عشر سنة الأخيرة من حياته فيها. عاش أولا في صحراء وادى النطرون ثم انتقل إلى منطقة القلالى وكلا المكانين يقعان ما بين طريق القاهرة والإسكندرية كتب القديس بلاديوس في إحدى مؤلفاته، إلا أن شهرة مار أوغريس ترجع إلى أقواله المأثورة التي كتبها عن الصلاة والحياة الروحية بشكل عام. ومن المعروف أن كتابات كاسيان عكست الكثير من تعاليم وفكر مار أوغريس. ولم يتبق الكثير من أعمال مار أوغريس وغالبا ما تكون تحت اسم مؤلف آخر غيره.

ولقد أثرت أعمال مار أوغريس في كثير من الآباء السريان وبالأخص مار اسحق السرياني والذي اعتبره كواحد من أعظم المرشدين في المعرفة الروحية. ولقد عرف الغرب مار أوغريس عن طريق كتابات كاسيان. من بين المؤلفات الكثيرة المشهورة لمار أوغريس فإن كتابه المعروف " بالفصول المائة " Hundred Chapters عن الصلاة يعتبر أفضل مؤلفاته وقد كُتب باللغة اليونانية وإن كان يُنسب للقديس نيلوس Nilus.

وعلى عكس أعمال مار أوغريس والتي يغلب عليها الطابع النظري والتأملي فإن النص المترجم هنا يخلو من هذين العنصرين بل يقدم النصيحة بطريقة عملية وهو مكتوب باللغة السريانية ويدور عن الصلاة، وتأكد صحة نسته إلى القديس أوغريس السرياني ونُقل عنه الكثير من الكتاب السريان مثل القديس أبراهام من ناثبار Abraham of Nathpar.

عظة لمار أوغريس عن الصلاة

على قدر طاقتك أسلك طريق الصلاة

أنت تعلم جيدا أيها الأخ أنه إذا أراد أحدٌ أن يسافر لمكان بعيد فيجب عليه أولا أن يجلس ويحسب النفقة ويختبر نفسه ثم يتودد للمسافرين الآخرين الذين سيصاحبهم وإلا بات وحيدا في الطريق وتعرض للأذى في الطرق الملتوية. نفس الشيء يحدث للإنسان الذي يريد أن يعرف ويسلك طرق البر، فأولا يجب عليه أن يمتحن نفسه ليعرف قدر طاقته ثم يختار الطريقة المناسبة لحياته[1]

من الأفضل لأي شخص مبتدئ في الحياة الروحية أن يبدأ من حالة ضعيفة إلى أن يصير قويا في النهاية، فيبتدئ في ممارسة التعاليم والقوانين في تدرج من القليل إلى الكثير. فهذا أفضل له من أن يعد الإنسان قلبه لأن يصل إلى حالة الكمال وهو في أول الطريق، ثم ما يلبث أن يترك الطريق ويحيد عنه أو يجتازه وهو متضرر لأجل كلام الناس عنه. فمثل هذا السلوك لا ينفعه ويكون تعبه باطلا، فالذين يسيرون للسفر في رحلة طويلة عليهم أن لا يجروا في الطريق من أول يوم بغية الوصول إلى هدفهم لأن سرعان ما يتعبون ويحل عليهم الإعياء الشديد ويضطروا إلى أن يستريحوا عدة أيام ليستردوا صحتهم. فما هو إذاً الذي عاد عليهم بالنفع من تبديدهم لطاقتهم من اليوم الأول، أما كان من الأفضل لهم أن يسيروا بخطوات هادئة إلى أن يتعودوا على المشي بخطوات ثابتة متزنة لينهوا سفرهم دون أن يحل عليهم التعب طول المسافة.

لا يرتئي أحد فوق ما ينبغي

إن من أراد أن يحيا حياة الكمال والفضيلة يجب أن لا يرتئي فوق ما ينبغي بل يدرب نفسه أولا بقدر ما يحتمل حتى يصل في النهاية إلى درجة الكمال، فلا يتحير بين الطرق المختلفة التي سلكوها الآباء الأولين لأن كل طريق يختلف عن الآخر ويناسب شخص ولا يناسب الآخر. وقد يسبب حيرة لك فتضل عن هدفك. من الأفضل لك أن تختار الطريق المناسب لك مع حالتك الضعيفة وسر فيه وستنجح وتحيا لأن ربك رؤوف متحنن يرشدك ويقبلك إليه كما قبل عطية المرأة المعوزة

(مر 12: 43، لو 21: 3) ليس لأجل أعمالك بل من أجل مثابرتك.

عن جاءك فكر يدفعك لتزيد جهادك فلا تتعجل وتطيعه بل أصبر حتى تعرف حقيقة نفسك فإن عاش هذا الفكر معك وظل يلح عليك عندئذ اعلم أن هذا الفكر كان لفائدتك ومنفعتك وحينئذ افعل ما أردت أن تفعله واثقا في نفسك لأن هذا الفكر كان من الله. احذر إذا جاءك فكر ما مرة أو مرتين ليس أكثر فاعلم وتأكد أنه من الشيطان الذي بمكره يريد أن يعرقل نموك الروحي ويردك من حيث بدأت. لقد نصحنا الآباء أن نفحص ونفرق بين الأفكار التي تأتينا.

وصايا نافعة للطريق الروحي

إن الشخص الذي يريد أن يسلك في هذه الطريق عليه أن يتسلح بالحكمة، البساطة، الذكاء، الصدق، وأيضا المكر والغباء فيستخدم الصفات الأولى لكل ما هو صالح والصفات الثانية لكل ما هو غير صالح. كن حكيما في مراقبة طريقك ولا تدع إبليس يضلك. فلتسامح الآخرين ولا تظن السوء لأحد من الناس ولا تضمر له الشر.

فوق كل شيء اسلك بالتواضع. كن مثالا جيدا يحتذي به الآخرين. لا ينطق فمك إلا بما هو حسن. اسجد وأنت تصلى. صلى بصوت منخفض فيحبك الله والناس. اسمح لروح الله أن يسكن فيك ومن أجل حب الله لك سوف يأتي روحه القدوس ويقيم عندك مسكنا. لو كان قلبك طاهرا ستعاين الله ويبذر في قلبك بذاره الطيبة لكيما تتفكر في أعماله وتتأمل في عظمته، وهذا بشرط أن تخلص نفسك وفكرك من الهموم لتنمو روحك وتقتلع منك الأشواك والعادات الرديئة (مت 13: 22) (مر 4: 18) (لو 8: 14).

إن الخاطئ عندما يرجع لنفسه ويترجى التوبة يشبه إناء للطهي مملوء بالقذارة وملطخ بالسواد ومتى غُسل فانه يبرق ويلمع ويصير نظيفا. ويشبه أيضا قطعة فحم أسود التي سرعان ما تلتهب بالنار ويتغير لونها إلى الأحمر وتتوهج بالنور إذ ألقيت في النار أو مثل أواني الفضة والذهب إذ جلت عاد إليها لمعانها. الخاطئ الذي يطلب التوبة يكون مثل الخروف الضال الذي عاد لراعيه (لو15: 6 – 24).

لتكن فيك محبة التوبة واخضع لنيرها، فرح قلب إلهك بتوبتك عن السيئات واعمل الصالحات. تصالح مع خصمك أولا ما دام هناك وقت ولم يحكم عليك أحد (لو 12: 58)، وبعدها تستطيع أن تفعل كل ما تقدر أن تفعله، قل أنك عبد بطال (لو 17: 1) ولا تستطيع أن توفى دينك. بكت نفسك وقل أجير أنا في الأرض فلماذا أتباطأ في عملي، لقد أخذت دعوة فلماذا لا ألحق برفاقي وأنا عندي وزنات كثيرة متى سأردها. الطريق أمامي طويل وشاق فمتى سأبلغ نهايته. وما الذي يلزمني من معونة وزاد لأصل لنهاية الطريق. لقد أرسل ربى وإلهي في طلبي ويريد حساب وكالته. فان إن على أن أجرى فلماذا أحمل كل تلك الهموم الأرضية التي تربطني بمحبة العالم. إن كان رفاقي يسهرون فهل أنام أنا. إن كان رفاق الطريق معي يحاربون وينتصرون فهل أُهزم أنا؟. هم حزانى يبكون فهل أضحك أنا؟ هم صامتون لا يتكلمون فهل أتكلم أنا؟ إن رفقائي في الطريق قد ثبتوا نظرهم وفكرهم نحو الملك المسيح وبهاء ملكوته فهل أظل أنا مربوطاً بمحبة الأشياء التي نذرت أن أتركها ورائي؟

علاج للكسل أثناء الصلاة

حينما تقف للصلاة في الليل وتشعر أن جسدك متعبا وكسلانا استرجع كل ما قلته لك وتذكر أنه في تلك اللحظة يوجد أُناسا يقفون على أقدامهم يصلون، ساجدين على ركبهم، باكين نائحين متوسلين قدام الرب لأجل خلاص نفوسهم. كم من هؤلاء يحزن ويكتئب ويتّهم جسده بالكسل والتراخي. كم منهم قد سكروا بمحبة الله فنسوا ضعف طبيعتهم. كم منهم يتهلل ويبتهج قلبهم بمحبة الله.

لو تذكرت هؤلاء سوف يهرب منك الكسل والتعب وستكون صلواتك أمام الله بدموع غزيرة. فإن كان كثيرون لأجل أعمال أرضية زمنية يتعبون ويسهرون كحراس الخزائن أو رعاه الأغنام. فكم بالأحرى يجب عليك أن تسهر لأجل إلهك.

متى وقفت لتصلى لا تكن متكاسلا غير مهتم بها. وإلا صارت صلاتك مبعثا للضجر والملل، بل ارشم ذاتك بعلامة الصليب واستجمع فكرك ونبه ذاتك لتعرف أنك واقف أمام الحضرة الإلهية، ركز حواسك نحو الله الذي أنت واقف أمامه وتصلى له ثم ابدأ صلاتك. اغصب نفسك على الصلاة فيئن عليك قلبك وتنزل دموعك فتشعر بفائدة الصلاة لك.

علاج اضطراب الفكر أثناء الصلاة

إذا كنت مضطربا وفكرك مشتتا فيجب أن تعطى وقتا أطول في للصلاة بالدموع فهذا أفضل من قراءة وترديد المزامير بطريقة جوفاء وقراءتها بملل. ابعد عنك كل الأفكار بمختلف الطرق التي اختبرتها أو مارستها من قبل سواء تلوت المزامير بلحن معين أو بطريقة خاصة بك تناسبك. أصغ إلى ما سوف أقوله لك إن جاءك فكر نافع أثناء الصلاة بالمزامير فلا تحاول أن تبعده عنك بل دعه يسيطر عليك طالما أنه من الله وتجاوب معه بدلا من تلاوة مزاميرك بالعدد الذي اعتدت أن تتلوه.

الصلوات التي لا تختلط بفكر الله (بالتفكر في الله) ولا تصاحبها رؤى داخلية أو سلام داخلي ترهق الجسد. لا تفح بالعدد الكبير للمزامير التي تتلوها بدون فهم لأن كلمة واحدة تقولها بفهم أفضل من ألف كلمة تقولها بذهن مشتت بدون فهم.

ينبغي أن تكون بسيطا في صلواتك كالأطفال لتتأهل أن تعاين مجد الله. انزع من نفسك كل فكر شرير ومعوج. افطم نفسك عن كل ما هو ضار. مبارك أنت إن كنت تجاهد بقوة في صلاتك. عمق طلبك وأرفع شكواك لله باستمرار، أطلب من قاضيك بلجاجة حتى ينصفك (لو 18: 1 – 7). قاوم إبليس عدوك المشتكي عليك فيهرب منك. ثابر في صلواتك وجهادك حتى يرى سيدك تعبك فيسند ضعفك وينصفك ويدين عدوك الذي لن يوجد ويهرب من أمامك كالدخان.

محاربة أفكار الشهوة

إن حاربتك أفكار الشهوة الجأ وتمسك بالرب لتنجو منها. لو جاء على عقلك فكر نجس فلا يضطرب قلبك بل أرفضه تماما ولا تتجاوب معه ولا تعطى له مكانا في قلبك، فيهرب ويتركك هذا الفكر ويكون مثل مسافر الليل الذي يأتي ليلا ويمضى إلى حال سبيله عند طلوع النهار.

شرود العقل أثناء الصلاة

احذر لئلا يشرد عقلك أثناء الصلاة ويتجول فكرك في أفكار تافهة، فمثل هذا الأمر يثير غضب قاضيك فيحكم عليك بالدينونة بدلا من أن يهبك نعمه الطيبة وبركاته السماوية لأنه يرى أن عملك هذا استهزاء به. إن كنت تخاف من أن تقف أمام القضاة الأرضيين فكيف تستهين بوقوفك أمام الله كيف يمكن لإنسان واقف للصلاة لا يدرك أين يقف وأمام من أو ماذا يقول. لقد خُدع هذا الإنسان بفكر وأعتقد أنه طالما هو واقف على رجليه دون أن يغلبه النوم ولا يدين أحداً بفكره أو بقلبه ولا يفكر في أي أمور عالمية في تلك اللحظة فان صلاته تكون مقبولة. لكن حقيقة الأمر أن كل هذه الأشياء لا تنفعه بالرغم من جديتها وأهميتها لأنه مازال مربوطا بمحبة العالم.

قوة الله تمنع عنك شرود الذهن

قم أيها البائس النائم يا من تشتتك وتتعبك أفكارك فإن فم الرب يتكلم معك، فلا تدع فكرك يتجول في أمور تافهة. تذكر أن ملائكة الله المختارين تحرسك فتشدد وتشجع لأن مراتب الشياطين تقف أمامك بالمرصاد تريد أن تبتلعك فلا تتكاسل.

أيها الأخ تأكد إن كان الملائكة تفرح عندما تقف أمام الله وتسبح الله مثلها، فإن الشياطين تحزن إذا انتهينا من صلواتنا ولم تشرد أفكارنا ولأن الشياطين رفضت أن تخضع لله وتسبحه قبل أن تسقط لذلك فهم يزينون لنا الطرق المعوجة ليمنعونا من تسبيح الله والصلاة له لأن تسبيحنا وصلاتنا لله هي الدرع والسلاح اللذان يكسران مكائد إبليس ويصدان أعماله النجسة. الشياطين لا تفتر ولا تكل من تجربتنا مرات عديدة ويحاولون منعنا من الصلاة وتشتيت ذهننا بكل الطرق. فإن لم نسمع لهم وواصلنا حديثنا وصلاتنا مع الله، فهم يلجأون بخبث ومكر لحيلة يبعدونا بها عن الصلاة ويحاولون أذيتنا ببعض الأفكار لكى ننشغل ببعض الناس سواء كانوا أعدائنا أو أحبائنا. قد يجعلونا نتخيل محادثات مع هؤلاء الناس أعدائنا وأحبائنا على السواء بغرض تبديل حبنا وانشغالنا بالله بحب أو كراهية للناس والانشغال بهم والنتيجة هي بدلا من أن ننفذ الوصية والصلاة من أجل أعدائنا (مت 5: 44، لو 6: 28) فإننا نطلب لهم الشر عوضا عن المحبة وتصبح صلواتنا مصدراً لشعورنا بالغضب والكراهية نحو الآخرين. احذر من فخاخ ومكائد الأعداء (الشياطين) وأحرس نفسك من الذين أخطأوا وسقطوا (إبليس وقواته) ويحاولون أن يجعلوك تخطيء وتسقط مثلهم.

سر في طريق الصلاة واثقا مطمئنا لأنك حتما ستصل سريعا لمكان الراحة والسلام الذي هو حصنك من مكان الخوف. وكلما كنت متيقظا ومصليا بفهم أثناء الصلاة فان صلاتك وتقدماتك ستصعد للسماء ويتقبلها الله كما قبل ذبيحة هابيل الصديق (تك 4: 4). وحينئذ يهرب من قدامك كل المشتكين عليك والذين يشتهون لك شرا وتخافك الشياطين وأنت واقف للصلاة. وتكون صلاتك التي تخرج من فمك بحسب مشيئة الله


                                         

الفئة: علم اللاهوت العقيدى | أضاف: freeman (2014-02-09)
مشاهده: 1062

صفحتنا الرسمية على الفيسبوك :


| الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
ad">


الاسم *:
Email:
كود *:
طريقة الدخول

بحث
قائمة الموقع
أصدقاء الموقع
  • موقع المفاهيم والاصطلاحات اللاهوتية
  • المركز المسيحى لتحميل الكتب والوثائق
  • منتديات ميراث أبائى
  • مدونة ايماننا الاقدس
  • مدونة مجتمع المسيح
  • منتديات الموقع
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    جميع الحقوق محفوظة لموقع ومنتديات دليل الايمان © 2024
    تستخدم تكنولوجيا uCoz