الرئيسية التسجيل دخول

أهلاً بك ضيف | RSS

الخميس, 2024-12-26, 6:20 AM

فئة القسم
علم اللاهوت العقيدى [62]
علم اللاهوت الابائى( الباترولوجى) [27]
علم اللاهوت الطقسى [6]
علم اللاهوت الرعوى [0]
تصويتنا
ماذا تعتقد فى المسيح يسوع
مجموع الردود: 25
صندوق الدردشة
الرئيسية » مقالات » علم اللاهوت » علم اللاهوت العقيدى

لاهوت الابن

المسيح، هل هو ابن الله؟

ماذا تظنون في المسيح؟ (متى 22: 42)

يظن البعض أن المسيح إنسان ألَّهه المسيحيون ورفعوه إلي مقام إله، ولكن العكس هو الصحيح. فإن كل مؤمن بالكتاب المقدس يرى بوضوح قاطع أنه هو الله الذي تنازل ليصير إنساناً.

في البداية دعنا نسأل السؤال التالي: إذا أراد الله أن يصبح إنساناً فهل يستطيع؟ الإجابة بكل يقين هي نعم فلا يجوز لنا قط أن نحد من قدرة الله.

لكن قد يقول معترض: إنه يستطيع كل شئ ولكن ما لزوم ذلك وما ضرورته؟، سأرجئ الإجابة علي هذا السؤال المهم إلي الفصل الثالث عند الحديث عن كفارة المسيح.

أما الآن فدعنا نقترب بكل الوقار والخشوع لنتكلم بالإيجاز عن هذه الحقيقة التي هي اقدس بند في بنود إيماننا الأقدس.

وإننا من البداية نريد أن نقرر هذا: إن شخص المسيح يسمو فوق أفهام البشر. إذ قيل عنه في القديم يدعي اسمه عجيبا ً (إشعياء 9: 6) وقال عن نفسه في العهد الجديد ليس أحد يعرف الابن إلا الآب (متي 11: 27) ويؤكد الروح القدس هذا الأمر فيقول بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (1تيموثاوس 3: 16)

وقبل الإتيان بالأدلة الكتابية علي أن المسيح هو ابن الله، في نريد بادئ ذي بدء أن نشرح هذا الأمر الذي لا يفهمه الكثيرون أعني به:

معنى بنوة المسيح

إن بنوة المسيح لله لا تعني ما قد يتبادر إلى الأذهان لأول وهلة أنها بنوة بالتناسل أو التزاوج. فالمسيحية منزهة تماماً عن ذلك الفكر الوثني. كما أنها لا تعني الأسبقية، بمعني أن الآب أسبق من الابن،

فليس في الأقانيم سابق ولاحق، وإلا إنعدمت المساواة بين الأقانيم التي تفرضها وحدانية الجوهر.

فماذا تعنى هذه البنوة إذاً؟

إنها تعنى مدلولات روحية هامة جداً مثل:

أولاً: المحبة الفريدة: فنقرأ الآب يحب الابن (يوحنا 3: 35). وهذه المحبة في أزلية كقول المسيح للآب لأنك أحببتني أيها الآب قبل إنشاء العالم (يوحنا 17: 25). ولهذا قيل عنه أنه في حضن الآب (يوحنا 1: 18). لا بالمفهوم الحرفي والحسي طبعاً، بل بالمفهوم الروحي. كما أنه لُقِب بهذا اللقب الغالي إبن محبته (كولوسى 1: 13).

ثانياً: المعادلة الكاملة: إن الملائكة والبشر جميعاً هم عبيد الله، أما المسيح فلكونه إبن الله الوحيد (يوحنا 3: 18) فإنه معادل لله. وهذا عين ما فهمه اليهود في يومهم فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال إن الله أبوه، معادلاً نفسه بالله (يوحنا 5: 18 مع 19: 7). ولهذا قيل عنه أيضا الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاًً لله (فيلبي 2: 5). وقال المسيح بكل وضوح أنا والآب واحد (يوحنا 10: 30)

ثالثاً: المشابهة التامة: ونظراً لتلك المشابهة التي بين الآب والابن فقد أمكن الابن أن يعلن لنا ذات الله لا بعض صفاته، كما قال لفيلبس الذي رآني فقد رأى الآب (يوحنا 14: 9). وقيل أيضاً ا لله لم يراه أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر (يوحنا 1: 18). وفي هذا ترد الآيات الآتية:

إله هذا الدهر (أي الشيطان) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح، الذي هو صورة الله (2كورنثوس 4: 4).

إبن محبته.. الذي هو صورة الله غير المنظور (كولوسى 1: 14، 15).

ولا يقال عن المسيح فقط إنه صورة الله بل يقال عنه أيضاً إنه كلمة الله (رؤيا 19: 13) أي المعبر عن الله.

رابعاً: التمثيل الرسمي: ففي كل الزمان الذي قبل المسيح لم يكن ممكناً لواحد على الإطلاق أن يمثل الله تمثيلاً كاملاً كقول الرسول بولس الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة ثم يستطرد على سبيل المفارقة مع كل ما كان قديماً ليقول كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه.. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره (عبرانيين 1: 1 3).

في مثل الكرامين الذي ذكره المسيح في مرقس 12، قال إن صاحب الكرم (الله) بعد أن أرسل إلى الكرامين عبيداً في أوقات متتالية، دون أن يحصل منهم على ثمر الكرم، فإنه إذ كان له ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضاً إليهم أخيراً باعتباره ممثله الشخصي، قائلاً إنهم يهابون أبني (مرقس 12: 6).

والآن بعد أن فهمنا معنى بنوة المسيح، هيا بنا لنتحدث عن أدلة لاهوته، وهي حقيقة عظمى، لا تفيها أكبر المجلدات حقها، إذ أنها منسوجة في سدى ولحمة كل ما عمل المسيح وكل ما قال وكل ما سُجل عنه. لكننا سنكتفي بذكر القليل، وهو يقيناً يكفي لكل من له عين لتبصر وأذن لتسمع وقلب ليفهم.

وسنقسم حديثنا في هذا الموضوع العظيم إلى أقسام خمسة:

فالمسيح له:

الأسماء الإلهية

والصفات الإلهية

والأعمال الإلهية

والأمجاد الإلهية

وقيل عنه في العهد الجديد نفس ما قيل عن يهوه في العهد القديم

أولاً: المسيح له الأسماء الإلهية

من بين الأسماء الإلهية العديدة التي للمسيح، نختار ثلاثة أسماء:

(1) الله:

فلقد قيل عنه في العهد الجديد بصريح العبارة أنه الله نحو 11مرة.

في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.. والكلمة صار جسداً وحل بيننا (يوحنا 1: 1، 14).

وأما عن الابن، كرسيك يا الله إلى دهر الدهور (عبرانيين 1: 8).

ويرتبط بهذا الاسم العظيم أسماء أخرى مثل:

الله القدير ضمن اسمه الذي المذكور في إشعياء 9: 6.

الله العظيم (تيطس 2: 13).

إلهاً مباركاً إلى الأبد (أو الله المبارك إلى الأبد) (روميه 9: 5).

عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (متى 1: 23).

إلهي (يوحنا 20: 28).

(2) إبن الله

قيل عنه كذلك نحو 50 مرة في الوحي.

وهناك نوعان من البنوة للمسيح وذلك نظراً للطبيعتين اللتين للمسيح، الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية، لكونه

له المجد الله وإنسان المسكينة آن واحد معاً. فالمسيح هو ابن الله منذ الأزل، كما أنه أيضا ابن الله بولادته من المطوبة العذراء مريم، إذ لم يكن له أب بشري.

ويرتبط بهذا الاسم العظيم اسمان آخران:

لابن الوحيد باعتباره الابن الأزلي، موضوع محبة الآب، والذي لا يشاركه آخر المسكينة هذه النسبة. وقد ورد هذا الاسم عنه خمس مرات (يوحنا 1: 14، 18، 3: 16، 18، 1يوحنا 4: 9)

البكر وهو اللقب الذي أخذه الابن المبارك بالتجسد. ولقد ذُكر هذا التعبير عن المسيح أيضاً خمس مرات (رومية 8: 29، كولوسى 1: 15، 18، عبرانيين 1: 6، رؤيا 1: 5) والجدير بالذكر أن كلمة البكر لا تفيد الأسبقية زمناً، بل السمو مقاماً فلقد قيل عن داود أجعله بكراً أعلى من ملوك الأرض (مزمور 89: 27). وطبعاً لم يكن داود أول الملوك من جهة الزمن.

(3) الرب

وهو أكثر الأسماء شيوعاً بالنسبة للمسيح، فذكر عنه نحو 650 مرة ففي العهد الجديد منها 170 مرة ففي الأناجيل الأربعة.

ويرتبط بهذا الاسم الكريم أسماء أخرى مثل:

رب المجد (1كورنثوس 2: 8، يعقوب 2: 1).

رب الأرباب (رؤيا 17: 14، 19: 16).

رب الكل (أعمال 10: 36).

رب السبت (متى 12: 8، مرقس 2: 28، لوقا 6: 5).

ربي (لوقا 1: 43، يوحنا 20: 28، فيلبى 3: 8).

ثانيا: المسيح له الصفات الالهية

(1) كلى القدرة:

هذا ما أثبتته حياته ومعجزاته العظيمة أبني نرى فيها سلطانه.

1 على المرض: فكان يشفي أعتى الأمراض بمجرد كلمة منه (يوحنا 5: 8)، وكان يشفيها أيضاً من على بعد (يوحنا 4: 50).

2 على الطبيعة: فبكلمة واحدة أسكت عاصفة البحر وفي لحظة صار هدوء عظيم (مرقس 4: 39 41، 6: 48 51).

3 على الخلائق غير العاقلة: ثلاث معجزات أثبتت سلطانه حتى على سمك البحر السالك ففي سبل المياه (مزمور 8: 8 انظر ايضاً متى 17: 27، لو 5: 4، يوحنا 21: 6).

4 على تسديد الأعواز: معجزة تكثير الخبز والسمك (متى 14: 16 21، 15: 32 38)، وتحويل الماء إلى خمر (يوحنا 2: 3 11).

5 على الأرواح الشريرة: (7 معجزات وردت بالتفصيل ففي الأناجيل بالإضافة إلى الكثير من الحوادث أبني أشير إليها دون تفصيل).

6 على البشر: (متى 9: 9، 21: 2، 3).

7 على الموت: فالموت الذي قهر جميع البشر قهره المسيح. ولقد كانت معجزة إقامته للعازر للطبيعيتين أول حادثة فيها يُقام شخص بعد ما دفن وأنتن ففي القبر. لكن الأعجب من هذه المعجزة أنه أقام نفسه من الأموات، وهذا يعتبر من أقوى الأدلة على أنه الله.

(2) كلي العلم:

1 فكان يعرف أسماء الأشخاص دون أن يخبره بها أحد (مثل بطرس وزكا.. انظريوحنا 1: 42، لوقا 19: 5).

2 وكان يراهم ففي أماكنهم وهم بعيدون عنه بالجسد (مثل نثنائيل: انظر يوحنا 1: 48).

3 وكان يعرف ماضي حياتهم (مثل حادثة المرأة السامرية: انظر يوحنا 4: 18).

4 وتاريخ مرضهم، الذي هو أقدم من عمره بحسب الجسد (يوحنا 5: 6).

5 وكان يعرف ما ففي القلوب والأفكار (لوقا: 46،47) قارن 1ملوك 8: 39.

6 وكان يعرف زيف المرائين (يوحنا 6: 70، 71، 13: 10، 21 25).

7 وكان يعلم المستقبل، وما سوف يحدث قبل حدوثه (متى 21: 2 4، 24: 3 41، لوقا 22: 9 13، يوحنا 6: 6).

فمن يكون هذا الشخص الذي قال عنه بطرس يا رب أنت تعلم كل شيء (يوحنا 21: 17)؟ نعم من يكون سوى الله؟!

(3) كليّ التواجد:

فهو لا يخلو منه زمان كقوله لتلاميذه ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر (متى 28: 20).

ولا يخلو منه مكان لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون ففي وسطهم (متى 18: 20).

(4) سرمدي:

فهو أزلي: ففي البدء كان الكلمة (يوحنا 1: 1) وهذا معناه أنه عندما ابتدأ أن يكون وجود لأي شئ، لا يقول الوحي إن الكلمة وُجِد أو بدأ، بل كان. مما يعني أنه قبل البدء أو بتعبير آخر هو أزلي أو كما قال له المجد عن نفسه

قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يوحنا 8: 58).

وهو أبدي: كنت ميتاً وها أنا حي إلي أبد الآبدين (رؤيا 1: 18).

لذلك يرد عنه أيضاً ففي رؤيا 1: 8 هذا القول العجيب الكائن والذي كان والذي يأتي.

(5) لا يتغير:

يخاطبه الله (الآب) بالقول السموات هي عمل يديك، هي تبيد ولكن أنت تبقي وكلها كثوب تبلي.. فتتغير. ولكن أنت أنت (عبرانيين 1: 11، 12).

ويقول عنه الروح القدس يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلي الأبد (عبرانيين 1: 8).

ثالثاً: المسيح له الأعمال الالهية

1 الخالق: هناك ثلاثه فصول ففي العهد الجديد تبين لنا أن المسيح هو الخالق للطبيعيتين يوحنا 1، كولوسي1، عبرانيين 1.

خذ مثلاً ما ورد ففي كولوسي 1: 16 فإنه فيه خُلق الكل ما ففي السموات وما علي الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق. أيمكن أن نبياً يقال عنه ذلك؟ أيمكن أن إلهاً من الدرجة الثانية يدور كل الكون وكل الخليقة حوله؟!! إن المسيح فيه خُلق الكل. والكل به وله قد خُلق.

2 الحافظ: حامل كل الأشياء بكلمة قدرته (عبرانيين 1: 3).

3 المحيي: كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يُحيي من يشاء.. تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون (يوحنا 5: 21، 25).

4 غافر الخطايا: ففي حياته قال مغفورة لك خطاياك لرجل (مرقس 2: 5) ولامرأة (لو 7: 48). وبعد موته وقيامته وصعوده أعطى هذه البركة لجماهير من المؤمنين رجالاً ونساءً (كولوسي 3: 13).

5 المخلص: تدعو اسمه يسوع (أي الرب المخلص) لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (متى 1: 21).

6 مُعطي الروح القدس: الذي تري الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله (يوحنا 1: 33،34) انظر ايضاً أعمال 2: 32، 33).

7 الديان: فمع أن الله ديان الجميع (عبرانيين 12: 23)، لكن أي أقنوم من أقانيم اللاهوت هو الذي سيقوم بالدينونة! أنه الابن لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن (يوحنا 5: 22). ويقول الرسول بولس الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات (2 تيموثاوس 4: 1).

رابعاً: المسيح له الأمجاد الالهية

أجل، أليس هو موضوع الإيمان؟ أليس هو غرض السجود؟ فمن يكون هذا سوى الله.

موضوع الإيمان:

أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي (يوحنا 14: 1) لاحظ أن الرب لم يقل أنتم تؤمنون بالله وآمنوا بي، كما لو كان هناك شخصان يجب أن نؤمن بهما أو أن إيماننا المسيحي مبنى على أمرين متميزين. كلا، بل أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي أليس هذا يعنى بكل وضوح أنه هو الله؟!

ويا للبركات أبني للطبيعيتين من نصيب كل من يؤمن بالمسيح له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا (أعمال 10: 43).

ففي هذا الاسم الكريم اسم ربنا يسوع المسيح ينال المؤمن البركات التالية:

1 غفران الخطايا (1يوحنا 2: 12).

2 الخلاص (أعمال 4: 12).

3 الحياة الأبدية (يوحنا 20: 31).

4 وهو الملجأ ففي زمن الضيق (أمثال 18: 10).

5 والسلوان وقت الحزن (إشعياء 26: 8 و9)

6 وإلى هذا الاسم الكريم يجتمع القديسون (متى 18: 20).

7 وبهذا الاسم الكريم يرفع المؤمنون صلواتهم فيستجيب لهم الآب (يوحنا 16: 23، 24).

لو لم يكن المسيح هو الله أكان يمكن أن ترتبط باسمه كل هذه البركات؟ لو كان هو مجرد إنسان أكان يستطيع ففي يومه أن ينادى جميع المتعبين وثقيلي الأحمال أن يأتوا إليه ليريحهم (متى 11: 28)؟ أكان يمكنه أن ينادى العطاش جميعاً أن يقبلوا إليه ليشربوا فتجرى من بطونهم أنهار ماء حي، أي الروح القدس (يوحنا 7: 37 39)؟

غرض السجود:

ففي أيام تجسد المسيح قُدم له السجود (الذي لا يليق إلا بالله) ففي إحدى عشرة مناسبة وردت في الأناجيل. ونلاحظ أن المسيح ففي هذه المرات قَبِل السجود، ولم يوبخ الساجدين له، مع أنه هو نفسه قال للشيطان مكتوب للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد (متى 4: 10).

فمثلاً سجد له الأبرص طالباً الشفاء (متى 8: 2). وسجد له الذي كان أعمى بعد أن شفاه (يوحنا 9: 38) وسجد له التلاميذ كلهم، سواء قبل الصليب (متى 14: 33)، أو بعد القيامة (متى 28: 17).

وعن قريب، عند دخوله إلى العالم مرة ثانية، ستسجد له كل ملائكة الله (عبرانيين 1: 6).

كما ستجثو باسمه كل ركبة ممن ففي السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض (فيلبى 2: 10).

نعم ستجثو باسمه كل ركبة، لن يفلت أحد. هذا معناه أنك أنت أيضاً يا عزيزي القارئ ستسجد له (أنظر مزمور 72: 9، إشعياء 45: 22، 23، 65: 12). أفليس من الأفضل جداً يا صديقي أن تسجد له الآن؟!!

خامساً: ورد عنه ففي العهد الجديد نفس ما ورد عن يهوه ففي العهد القديم

سنكتفي للاختصار بسبع إشارات:

1 إرميا 17: 10 أنا الرب (وبالعبري يهوه) فاحص القلب مختبر الكلى، لأعطى كل واحد حسب طرقه حسب ثمر أعماله ونقرأ في رؤيا 2: 22 قول المسيح ستعرف جميع الكنائس أنى أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطى كل واحد منكم بحسب أعماله.

2 في إشعياء 48: 12، 13 أنا هو (أي الكائن بذاته وهو من ضمن أسماء الجلالة). أنا الأول وأنا الآخر. ويدي أسست الأرض ويميني نشرت السموات انظر أيضاً إشعياء 44: 6 ويقول المسيح 4 مرات في سفر الرؤيا أنا هو الأول والآخر (رؤيا 1: 11و17، 2: 8، 22: 13)

3 في أمثال 30: 4 يقول أجور في أحجيته عن الله القدوس من صعد إلى السموات ونزل؟ ويقول المسيح في يوحنا 3: 13 ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان الذي هو في السماء.

4 في مزمور 68: 18 يخاطب داود الرب الإله قائلاً صعدت إلى العلاء سبيت سبياً.. أيها الرب الإله فيقتبسها الرسول بولس عن المسيح في أفسس 4: 8 لذلك يقول: إذ صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا.. الذي نزل هو الذي صعد.

5 في إشعياء 6: 1 10 يتحدث إشعياء عن السيد، الملك، رب الجنود عندما رأى مجده وتكلم عنه، فيقتبسها يوحنا الرسول في إنجيله مطبقاً إياها على الرب يسوع (يوحنا 12: 3841).

6 في إشعياء 45: 22، 23 يتكلم الله قائلاً بذاتي أقسمت.. لي تجثو كل ركبة ويحلف كل لسان فيطبق الرسول بولس هذا الكلام مرتين على المسيح في رومية 14: 11، فيلبى 2: 10، 11.

7 في مزمور 97: 1، 7 إشارة لسجود جميع الآلهة للرب (يهوه) فيقتبسها الرسول بولس في عبرانيين 1: 6 عن المسيح عند دخوله مرة ثانية إلى العالم إذ ستسجد له جميع ملائكة الله.

والآن، هل لازلت مرتاباً؟

بعد هذه الأدلة الصريحة والكافية لا أعتقد أن أحد المخلصين في بحثهم عن الحق سيظل في شك. لكنني أتصور شخصاً يقول: أنني في حيرة، لأن هناك بالإضافة إلى كل ما ذكرت آيات كثيرة في الكتاب المقدس تتحدث عن المسيح باعتباره إنساناً، وبالتالي أنه أقل من الله. بل إن هناك تناقضات في نفس أقوال المسيح ؛ فتارة يقول أنا والآب واحد وتارة أخرى يقول أبي أعظم مني (يوحنا 10: 30، 14: 28). أليس هذا غير مفهوم؟ ثم عندما يقول المسيح دفع إلىَّ كل سلطان (متى 28: 18) أليس هذا دليلاً على أنه أقل ممن دفع السلطان إليه؟

الإجابة إنه لا توجد في كلام المسيح متناقضات. بل كل ما هنالك أن المسيح لإجل فدائنا من الموت واللعنة (كما سنشرح في موضوع الكفارة) قَبِل أن يتخلى طوعاً عن مجده الظاهر (فيلبى 2: 7)، وسمح لنفسه أن يولد من امرأة تحت الناموس (غلاطية 4: 4)، وأن يوضع قليلاً عن الملائكة (عبرانيين 2: 9) وأن يصبح إنساناً (يوحنا 8: 40). هذا هو السبب في أنه أحياناً يتكلم عن مساواته للآب، فهذا هو مركزه الأزلي في الثالوث، وأحياناً أخرى يتكلم عن نفسه كمرسل من الله لإتمام الفداء.

إسمع ماذا يقول الكتاب عنه إذ كان في صورة الله (هذا ما كانه منذ الأزل)، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله (لأنه هو الله فعلاً)، لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس (وذلك كي ما يموت).. موت الصليب! (فيلبى 2: 6 8).

لأجلك أيها الصديق العزيز لقد إتضع ابن الله. ولكي ما يفديك قَبِل أن يأخذ مكانك، ويموت فوق الصليب.. أبعد هذا ترفضه أو تحتقره؟!

إنه هو الله.. إنه العظيم.. لكن نعمته العجيبة ماضي ألهى أتت به إلينا فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غنى لكي تستغنوا أنتم بفقره (2كورنثوس 8: 9). أليس عجيباً أن ما كان ينبغي أن يجعلك تحبه أكثر، ها هو الشيطان عدو المسيح وعدوك يريدك لأجله, أن تحتقره وترفضه؟! فاحذر مما أنت فاعله!

واعلم أن مصيرك الأبدي يحدده موقفك من المسيح إنه حجر امتحان (إشعياء 28: 16). فما ففي إجابتك على هذا السؤال؟ ومع أنه في تواضعه حجر صدمة وصخرة عثرة (إشعياء 8: 14، 1بطرس 2: 8)، لكن من يسقط على هذا الحجر (أي يحتقره لتواضعه) يترضض. وأما من يسقط عليه هذا الحجر (في يوم الدينونة القريب)، فإنه سيسحقه (متى 21: 44).

ثم اعلم أيضاً أن مجرد إعجابك بشخصية المسيح لن ينفغك. كلا، ليس الإعجاب هو المطلوب بل الإيمان. قال المسيح

إن لم تؤمنوا أني أنا هو (يهوه الله الذي ظهر في الجسد) تموتون في خطاياكم (يوحنا 8: 24). أتؤمن إذاً؟

إن اقتناعك العقلي والذهني بكل ما قيل لن يفيدك كثيراً. أنت بحاجة لأن يشرق الله في قلبك فتعرف من هو يسوع، ولآي سبب أتى هو إلى العالم. أنت بحاجة إلى إيمان حقيقي بالقلب.

أتؤمن بابن الله؟ ((يوحنا 9: 35).

ليتك تفعل مثل ذلك الذي كان أعمى فأبصر، الذي جاوب المسيح على سؤاله السابق بالقول

أؤمن يا سيد،وسجد له

الفئة: علم اللاهوت العقيدى | أضاف: freeman (2013-10-26)
مشاهده: 466

صفحتنا الرسمية على الفيسبوك :


| الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
ad">


الاسم *:
Email:
كود *:
طريقة الدخول

بحث
قائمة الموقع
أصدقاء الموقع
  • موقع المفاهيم والاصطلاحات اللاهوتية
  • المركز المسيحى لتحميل الكتب والوثائق
  • منتديات ميراث أبائى
  • مدونة ايماننا الاقدس
  • مدونة مجتمع المسيح
  • منتديات الموقع
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    جميع الحقوق محفوظة لموقع ومنتديات دليل الايمان © 2024
    تستخدم تكنولوجيا uCoz