الرئيسية التسجيل دخول

أهلاً بك ضيف | RSS

الأربعاء, 2024-04-24, 10:50 PM

فئة القسم
علم اللاهوت العقيدى [62]
علم اللاهوت الابائى( الباترولوجى) [27]
علم اللاهوت الطقسى [6]
علم اللاهوت الرعوى [0]
تصويتنا
ماذا تعتقد فى المسيح يسوع
مجموع الردود: 25
صندوق الدردشة
الرئيسية » مقالات » علم اللاهوت » علم اللاهوت الابائى( الباترولوجى)

الآباء والكتاب المقدس جوزيف موريس فلتس




سنتناول هنا فى موقع دليل الايمان موضوع علاقة آباء الكنيسة بالكتاب المقدس وذلك من خلال محوريين:

المحور الأول هو "الكتاب المقدس - كلمة لله" وكيف فهم الآباء هذا التعبير

المحور الثانى هو "مدارس التفسير وسمات التفسير الأرثوذكسى".] الذى سيتم مناقشته فى موضوع لاحق هنا فى موقعنا ,, ومما هو جدير بالملاحظة فقد سبق مناقشة هذا الموضوع فى موقع المفاهيم والاصطلاحات اللاهوتية .

الكتاب المقدس - كلام الله:

أ- قولنا إن الكتاب المقدس هو كلام الله يعنى فى مفهومنا فى المقام الأول أن الله إله حى، وأن هذا الإله الحى هو صاحب مبادرة نحو الإنسان، ذلك المخلوق الوحيد القادر على أن يفهم ويتواصل عن طريق الكلام، حيث وهبه نعمة العقل والنطق.. لكن ما قيمة هذه المبادرة، مبادرة الله الحى، وما


معناها؟


كون أن الله إله حى أمر جوهرى بالنسبة لإيماننا ذلك أن الإنسان الأول - نتيجة السقوط - أنفصل عن الله الأمر الذى أدى إلى موت الإنسان، وتزايدت شروره، فلم يفقد فقط إيمانه بالله بل وصدق أكذوبة الحية بأنه أصبح هو الله. وكانت

الخطوة التالية فى مسيرة الإنسان نحو الهلاك. إذ عاد فخلق هو الله على صورته ومثاله بعد أن كان مخلوقاً على صورة الله ومثالة، وفى ضلال الإنسان وانحداره فى طريق الموت لم يع خطورة ما فعل، غير أن الله الذى يدرك أبعاد خطورة ذلك التصرف قد وعاه تماماً فأعلنه أمامنا بكل وضوح، وسجله لنا من محبته وبمبادرة منه فى الكتاب حتى يساعدنا فى إصلاح أنفسنا ورجوعنا إليه.

لقد "خلق" الإنسان الساقط الله بواسطة عناصر الأرض صانعاً إياه منحوتات وأصنام، ثم طورها بفكره وعقله، جاعلاً منها آلهة كاذبة (غير حقيقية) لنفسه واهباً إياها "موهبة النطق" الغاش

متمادياً فى ذلك فى شروره وطغيانه.

ويصف القديس أثناسيوس الرسولى هذه المراحل فى كتابة ضد الوثنيين فيقول: "فى البدء لم يكن الشر موجوداً.. غير أن الناس فيما بعد بدأوا يخترعونه ويحكمون صنعه لضررهم، ومن ثم اخترعوا الأصنام أيضاً حاسبين غير الموجود كأن له وجود".

ويستطرد القديس أثناسيوس ويقول فى الفصل الثامن من نفس الكتاب"وإذا لم تقنع النفس البشرية باختراع الشر بدأت بالتدريج تجترئ على ما هو أسوأ وأشر.. ولذلك فإنها وقد تحولت وتناست أنها كانت على صورة الله الصالح لم تعد بالقوة التى فيه ترى الله الكلمة التى خلقت على مثالة ولكنها إذ

ابتعدت عن نفسها صارت تتوهم وتتخيل ما ليس له وجود...".

والنتيجة الحتمية لهذا الوضع كانت كالآتى "وإذا ارتبكت وسط تأثيرات هذه الأشياء توهمت أن الله الذى نسيه تفكيرها يوجد فى الأشياء الجسدية المنظورة، معطية الأشياء المنظورة إسم الله وممجدة فقط تلك الأشياء التى تهواها والتى تبهج أنظارها".

وهنا يكمن معنى وأهمية أن الإله الحى المتكلم بالحق، فمقابل الآلهة الكاذبة نجد الإله الحى، الله يتكلم فى مبادرة منه نحو الإنسان الساقط. هذا شئ مختلف إلى أبعد حد، وجديد، شئ عظيم بالفعل. فإلى الآن كل منا يصنع أحيانا إلهة، إلهة المائت الذى يظهر

كلامنا نحن، إلهة الذى يحبه ويحب ذاته فيه، فكل منا يحب فكرته، فأنا الذى يتكلم فى الحقيقة عندما يتكلم إلهى الذى أصنعه بفكرى، لهذا نستطيع أن نقول أن الكتاب المقدس، كلام الله، هو مختلف. عن كافة الكتب البشرية، هو الكتاب الذى يقودنا إلى ما بعد الكلام البشرى ليدخلنا مباشرة إلى كلام الله، إلى سر الله. إن كل ميزات الكتاب المقدس وصفاته ناتجة عن صفته الرئيسية هذه: الكتاب غير سائر كتب الناس.

ب- والكتاب كلام الله يعنى أن الله يعلن ذاته حيت يتكلم.

فكل منا يظل غير "معروف" إلى أن يتكلم فيعلن ذاته إلى حد ما، ونقول إلى حد ما بسبب

عجز اللغة البشرية عادة عن أداء ذلك، على عكس ذلك فإن كلام الله يعلن الله وبصدق لذا نستطيع الإقتراب إليه دون خوف من خطر التضليل أو خشية الخديعة.

ج- كلام الله ذا قوة وفعل:

هذه القوة وهذا الفعل قادر على تحريك الذهن وضبط الفكر وتقويم السلوك، هى قوة يمكن أن تسيطر على كل الكيان البشرى بل وعلى ضبط الخليقة كلها. هو كلام ذو فاعلية، وهذه الفاعلية لها هدف وتوجه وغاية. فهى تحرك من يسمعها ويستجيب لها ويطيعها وتوجهه لتصل به إلى الله غاية كل أحد وشهوة كل نفس، كما سيأتى الحديث. فالله يتكلم ويفعل ويوجه ويقود إليه.

د- الكتاب كله موحى به من الله:

لهذا فهو صادق، لكن معناه لا يكون فى حرفيته بل فى فهمنا له روحياً وهذا المفهوم الروحى استمدته الكنيسة وعاشته وبشرت به إنطلاقاً من قاعدة أساسية ألا وهى المسيح والكنيسة.

وقد يظن البعض أنهم يكرمون الكتاب بقولهم أن كل كلمة فيه هى من الله... التكريم هنا ليس بالطبع ليس للحروف فإن تكريم الحرف نوع من عبادة الأصنام، وكما هو معروف فالحرف يقتل والروح يبنى، فالحرف ضد الروح. وما ينطبق على حروف الكتابة يسرى أيضاً على تكريم الأيقونات، أيقونة القديس. فالأيقونة خشب والقديس إنسان والكتاب أحرف

ولكننا عندما نكرم الأيقونة والقديس والإنجيل لا نكرم بالطبع المادة التى صنعت منها الأيقونة أو شخص القديس أو حرف الكتاب وإنما نكرم حضور الله الحى المخفى والمعلن فى وقت واحد فى كل من الأيقونة والقديس والإنجيل..

وهنا نأتى إلى قيمة الحروف التى تشكل كلمات هى فى مجموعها نص الكتاب إن حرف الكتاب هو من

"ظهورات" الله، يتراءى الله بواسطته ويستعلن إنه علامة لمن يقرأ بأمان، تدل على حضور إلهى من خلال كلام إنسان ونص بشرى، هذا الحضور لا ينزع من الكاتب حريته كإنسان مفكر عاقل ذو ملكات فكرية ولغوية وشعرية.. لكنه حضور يعطى للكاتب قوة وإمكانية

للتعبير عن كلام الله بكلامه البشرى وتساعده فى استيعاب معنى "الرسالة" والبشرى المقدمة التى بادر الله بالتكلم بها منذ القديم بالآباء والأنبياء وفى أخر الزمان فى إبنه الوحيد (عب 10).

إن الحقيقة الإلهية الأزلية توجد فى الكتاب المقدس تحت شكل الحقائق الإنسانية وهذه الحقائق نفسها معبر عنها حسب وسائل النطق الإنسانى بما فيه من محدودية بغير أن تحد بالطبع حقيقة وقيمة الإعلان الإلهى ذاته.

إن الله هو المسئول الأول عن الكتاب المقدس، فهذه هى مبادرته نحو الإنسان ليتكلم ويعلن ذاته فى ابنه الوحيد وليسجل لنا هذا الإعلان فى الكتاب المقدس

والله هو المحدد لمحتواه وصاحب المبادرة فيه كما سبق القول، وهو واضع الغاية والقصد منه.. ولذا فنحن لا نهتم بالحرف بل بالرسالة.

وأخيراً فإن كل ما يمكن أن يقال فى ماهية الكتاب المقدس ومحتواه وقيمته وما إلى غير ذلك، يجب ألا يهدف إلا إلى غاية واحدة وهى أن نفهمه وتنفتح أعيننا على تفسيره الصحيح كى نستفيد منه الإستفادة المرجوة فى حياتنا الروحية وعلاقاتنا بالله والآخرين. وهذا ما عبر عنه القديس إيلاريون قائلاً: "إن الكتاب المقدس ليس بقراءته بل بفهمه".

كلمة الله من أساسيات الحياة الروحية عند الآباء:

لقد فهم وعاش

آباء الكنيسة الكبار حقيقة أن كلمة الله هى من أساسيات الحياة الروحية بل وعلموا بهذه الحقيقة وتركوها لنا وصية فى كتاباتهم.

فالإعلان الإلهى دون فى الكتاب، وبه تبدأ معرفتنا لله، وكلمة الله حية وفعالة، وكلما ازددنا فهما لها وازددنا إصغاء لوصيتها كلما ازداد فعلها وحلولها فينا. فغاية مطالعتنا لكلمة الله هى حلول الكلمة فينا.

ولقد عبر الآباء عن خبرتهم الروحية هذه، ودور كلمة الله الحية والفعالة فيها.

نجد أن القديس يوحنا ذهبى الفم والذى اشتهر بهذا اللقب بسبب كثرة عظاته وتأملاته وشرحه واستخدامه لكلمة الله، نجده فى أحد عظاته يصف

الكتب المقدسة قائلاً: "نعم، إن قراءة الكتب المقدسة هى روضه، بل هى فردوس أيضاً لا يقدم زهوراً فحسب بل وثماراً تقدر أن تفوق النفوس"، وفى موضع آخر يقول: "طوبى للرجل الذى فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً لأن من يجلس قرب ينبوع الكتاب المقدس مرتوياً من مياهه على الدوام يتقبل فى نفسه ندى الروح القدس".

إن انقيادنا لكلمة الله وإعطائها فرصة فى داخلنا لكى تثمر دليل على إننا نختلف كأولاد الله السامعين والعاملين عن أولاد العالم وهذا ما يوضحه القديس مقاريوس الكبير فى العظة 46 من عظاته إذ يقول: "إن الإنسان العالمى الذى تمتلكه

الرغبات الجسدية، إذ حدث أنه سمع كلمة الله فإنه يختنق ويصير كمن لا عقل له، وذلك لأنه اعتاد على خداعات الخطية، فحينما يحدث أن يسمع مثل هذا الإنسان عن الله فإنه يحس بثقل شديد وينفر من كلام الله كأنه حديث سخيف متعب. وكأنه قد أصيب بمرض من هذا الكلام الإلهى"... كما يقول الرب إن من تحاصره هموم هذه الحياة وتربطه الرباطات الأرضية: "يختنق ويصير بلا ثمر لكلمة الله" (مر 19: 4).

وهنا أيضاً تكمن قوة الكلمة كمعين للإنسان فى صراعاته ضد الخطية كما يركز ذهبى الفم "معرفة الكتب المقدسة تقوى الروح وتنقى الضمير وتنزع الشهوات الطاغية وتعمق الفضيلة وتتسامى

بالعقل وتعطى قدرة لمواجهة المفاجآت غير المستقرة، وتحمى من ضربات الشيطان وتطلقنا إلى السماء عينها".

غير أن القراءة فقط للكتاب المقدس لا تكفى بل يجب أن تقودنا هذه القراءة إلى المسيح نفسه كلمة الله المتجسد فتكون لنا شركة معه لنتمتع بالامتيازات الخاصة والهبات الفريدة التى منحها لنا الله بتجسد إبنه الوحيد من أجلنا ومن أجل خلاصنا وهى أن نصير شركاء الطبيعة الإلهية، ومن عظة رائعة للقديس مقاريوس الكبير يلخص هذا فيقول: "كما أن الملك يكتب رسائل لأولئك الذين يريد أن ينعم عليهم بامتيازات خاصة وهبات فريدة، ويقول لهم: "بادروا بالمجىء إلى سريعاً لتنالوا منى الهبات الملوكية" فإذا لم يذهبوا ويأخذوها فإن مجرد قراءة الرسائل لا تفيدهم شيئاً بل على العكس فإنهم يكونوا معرضين لخطر الموت لأنهم رفضوا أن يأتوا لينالوا الكرامة من يد الملك، هكذا الله الملك الحقيقى، قد أرسل الكتب المقدسة منه للبشر وهو يعلن عن طريقها للناس أنها ينبغى أن يأتوا إلى الله ويدعونه بإيمان ويسألوا ويأخذوا الموهبة السماوية من اللاهوت نفسه لأنه مكتوب لتصيروا شركاء الطبيعة الإلهية ولكن إذا لم يأت الإنسان ويسأل وينال فإنه لا يستفيد شيئاً من قراءة الكتاب بل بالحرى فإنه يكون فى خطر الموت لأنه لم يرد أن

يأخذ عطية الحياة من الملك السماوى التى بدونها لا يمكن الحصول على الحياة الأبدية غير المائته التى هى المسيح نفسه". ويؤكد القديس غريغوريوس الكبير هذا المعنى عندما يقول إن الكتاب المقدس رسالة من الله إلى خليقته فالكتاب المقدس يحمل إلينا الله، إذن فالكتاب المقدس هو كتاب الخلاص، ذلك الخلاص الذى تنبأت عنه أسفار العهد القديم وتحقيقه بمجىء الرب فى الجسد وعمله الخلاصى من أجلنا واستعلنه وقدمه لنا فى العهد الجديد هو "البشارة المفرحة" بالخلاص.

 



المصدر: http://lahoteyat.blogspot.com/
الفئة: علم اللاهوت الابائى( الباترولوجى) | أضاف: freeman (2014-02-06)
مشاهده: 475

صفحتنا الرسمية على الفيسبوك :


| الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
ad">


الاسم *:
Email:
كود *:
طريقة الدخول

بحث
قائمة الموقع
أصدقاء الموقع
  • موقع المفاهيم والاصطلاحات اللاهوتية
  • المركز المسيحى لتحميل الكتب والوثائق
  • منتديات ميراث أبائى
  • مدونة ايماننا الاقدس
  • مدونة مجتمع المسيح
  • منتديات الموقع
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0
    جميع الحقوق محفوظة لموقع ومنتديات دليل الايمان © 2024
    تستخدم تكنولوجيا uCoz